نص غربة وحنين أحمد شوقي لغة عربية للثالث الثانوي أ أحمد فتحي

نص غربة وحنين للثانوية العامة 2017 من سلسلة التميز أستاذ أحمد فتحي

نص غربة وحنين للثانوية العامة 2017 من سلسلة التميز أستاذ أحمد فتحي


نص غربة وحنين للشاعر أحمد شوقي لغة عربية للثانوية العامة ينشره لكم موقع ثانوية خمس نجوم http://www.th5stars.com بالتعاون مع الأستاذ القدير الأستاذ أحمد فتحي مدرس اللغة العربية والتربية الدينية بمدارس هارفرد مصر ودرس في جامعة القاهرة كلية دار العلوم رابط التواصل مع المستر علي الفيس بوك من هنا : fb.com/basm.fathy.5 .

هو أمير الشعراء أحمد شوقي ولد بالقاهرة في 16 من أكتوبر سنة 1870م ، وهو ينحدر من أصول أربعة، عربية، وتركية، ويونانية، وجركسية؛ فالأب كردي الأصل ، و الأم تركية ، وجدته لأبيه شركسية ، وجدته لأمه يونانية .. وقد درس في مدرسة الحقوق ، وبُعث إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب ، ولما عاد صار شاعر الخديوي والقصر ، ولما قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م نفي إلى إسبانيا سنة 1915 م لصلته بالخديوي عباس حلمي الثاني الذي عزله الإنجليز ؛ لتأييده تركيا ضدهم .. وبعد الحرب عاد إلى مصر سنة 1920 م ، فاتصل بالشعب وصار لسان العروبة والإسلام وبويع أميرًا للشعر سنة 1927م - وتوفاه الله سنة 1932م .


* ومن آثاره : الشوقيات - أسواق الذهب - ومسرحيات شعرية هي : علي بك الكبير - قمييز - عنترة - كليوباترا - مجنون ليلى - الست هدى ، وله مسرحية نثرية هي : أميرة الأندلس.

هذا النص وليد تجربة شعرية صادقة ، فقد قاله شوقي وهو في منفاه بالأندلس معبرًا عن شعوره بالغربة والحنين إلى مصر .

1
اختـــلافُ النَّهارِ واللَّيْـــلِ يُنْسِي    
اِذْكُـــــرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ     أُنْسِي  
2
وَصِفــا لِي مُـــلاوَةً مِــــنْ شَبابٍ 
صُــــــوِّرَتْ مِنْ تَصَـــوُّراتٍ وَمَسِّ  
3
عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُــوبِ ومَرَّتْ 
سِنَةً حُلْــــــوَةً ولَــــذَّةَ     خَلْــــسِ  
4
وسَلا مِصْرَ هَـلْ سَلا القَلْبُ عَنْها 
أَوْ أَسَا جُـــــرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي؟  
5
كُلَّمَا مــــرَّتِ اللَّيـــالي عَلَيْــه 
رَقَّ وَالعَهْدُ فـــــي اللَّيالي   تُقَسِّي 
6
مُسْتَطــــارٌ إذا  البَوَاخِـــــرُ رَنَّتْ 
أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَـــــوَتْ بَعْدَ   جَرْسِ  
7
رَاهِـــبٌ في الضُّلوعِ  للسُّفْنِ فَطْنٌ 
كُلَّمَا ثُـرْنَ شاعَهُـــــــنَّ      بنَقْسِ  
8
يا بْنَةَ اليَـــــمِّ ما أبـــوكِ بَخِيلٌ 
مَالَــــهُ مُولَعًـــــا بمَنْعٍ     وحَبْسِ؟  
9
أَحـــــرَامٌ على بَلابِلِـــــهِ الدَّوْحُ 
حـــلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُلِّ       جِنْسِ ؟  
10
كُـــلُّ دَارٍ أَحَــــقُّ بالأَهْـــلِ إِلا 
فـي خبيثٍ مِنَ المَذاهِـــــبِ   رِجْسِ  
11
نَفَسِي مِرْجَــــلٌ وقَلْبِي شِــــرَاعٌ 
بهِما في الدُّمـــــوعِ سِيرِي وأَرْسِي
12
وَاجْعَلِي وَجْهَـــكِ الفَنَارَ ومَجْرَاكِ
يَــدَ الثَّغْرِ بينَ [رَمْــلٍ]   وَ [مَكْسِ]  
13
وطني  لو شغلت بالخلــــــد عنه 
نــــازعتني إليه في الخلد    نفسي  
14
وهفا بالفــــؤاد فـــــي سلسبيل
ظمــــأ للسواد من   [عين شمس]  
15
شهد الله لــم يغب عن جفونــي 
شخصه ساعـــة ولم    يخل حسي  



  • اختلاف الليل والنهار ينسي اذكرا لي الصبا وايام انسي


اختلاف : تعاقب و تتابع × ثبات وتشابه
النهار :[ج] النُهُر ، الأنهر
ينسى : يمحو[يخفف]× يحفظ ويذكر، ك[نسى]
الصِّبا : عهد الصغر × الشيخوخةك [صبو]
أنسى : سعادتي في مصر × وحشتي ، شقائي


إن تعاقب الأيام ومرورها ينسى الإنسان أحداث الزمن الماضي بما فيه من حزن وفرح ، لذا يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يذكراه بما كان منه في صغره أيام سعادته وفرحته بين أهله على أرض وطنه .

في هذا المطلع براعة استهلال؛ لأنه بدأ بحكمة تدل على الموضوع، وهو الغربة والحنين إلى الوطن ، والجو النفسي الحزين لفراق هذا الوطن .

- [اختلاف]:لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ،وهي أجمل من [انقضاء] التي تدل على الانتهاء .
- [النهار ـ الليل ، ينسى ـ اذكرا] :محسن بديعي طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
- [ينسىـ أنسى] : تصريع ، وفيه جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياً في مطلع القصيدة .
- [ينسى] :إيجاز بحذف المفعولين للعموم والشمول، وأصل الكلام [ينسى الإنسان ما كان].
- [اذكرا] : أسلوب إنشائي ، أمر غرضه البلاغي الالتماس ، وهو تعليل لما قبله .
- [الصبا وأيام أنسى] :إطناب عن طريق عطف الخاص على العام ؛ يثير الذهن ويؤكد المعنى .
- [أيام] : جاءت جمعاً للتعظيم ، وهى توحي بكثرة الأوقات السعيدة التي قضاها في الوطن .

  1. شرح 
*** بدأ شوقي بالنهار قبل الليل ؛ لأنه الأقدر على أن ينسى الإنسان ، وذلك بما فيه من الانشغال الكثير للناس من خلال حركة الحياة .
" براعة الاستهلال أي براعة المطلع حيث يتجمل الأديب في أول كلامه فيأتي بأعذب الألفاظ وأرقها وأوضحها للمعنى المقصود بلا حشو أو تعقيد " .


  • وَصِفــا لِي مُـــلاوَةً مِــــنْ شَبابٍ صُــــــوِّرَتْ مِنْ تصورات ومس 

ملاوة :فترة من الزمن [ج]ملاوات ك[ملو]- صُوِّرَتْ:صنعت وصِيْغَت وشُكِّلَت- تَصَوُّراتٍ: تخيلات وأوهام، والمراد : طموحات الشباب[م] تصور×حقائق - مس :جنون وإصابة [اندفاع الشباب ونشاطه][ج] مسوس.

  1. شرح
ـ كما يطلب الشاعر منهما أن يعيدا على مسامعه وصف فترة الشباب الرائعة التي مازالت بخيالاتها وصورها ماثلة أمام عينيه لا تريد أن تفارق خياله .

ـ [ صفا لي ملاوة من شباب]: استعارة مكنية ، حيث تصور الفترة المقصودة من الشباب بشي مادي يوصف ، وسر جمالها التجسيم ، وهى توحي بجمال هذه الفترة.
-[ صورت من تصورات ومس ]:تشبيه حيث شبه فترة الشباب في جمالها ونشاطها بالتخيلات والجنون وسر جمالها التجسيم والتوضيح، وهو يوحي بما في الشباب من نشاط ومرح.ويمكن أن تكون كناية عن جمال هذه الفترة ، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
ـ استخدام الماضي [صورت] ؛ ليفيد التحقق و الثبوتوبناؤه للمجهول يدل على عظمة هذه الفترة .
-[صورت ـ تصورات] : محسن بديعي جناس ناقص يعطى جرساً موسيقيا ويحرك الذهن.
- [صفا] : أسلوب إنشائي طريقها لأمر غرضه البلاغي الالتماس والتمني.


    • أراء نقدية :-

***- عاب النقاد علي شوقي كلمة [مس] ؛ لأنها مخالفة للجو النفسي، و تدل علي الجنون وهو غير محبوب فقد جلبت لأجل القافية، وأري أنها تناسب فترة الشباب وما فيها من الاندفاع الذي يصل أحياناً إلي درجة التهور والجنون.
***- وفق شوقي في استخدام [الذكر مع الصبا] ؛ لأنها أكثر مراحل العمر تعرضاً للنسيان ؛ ولأن مراكز الذاكرة لم تكتمل وتكون في مرحلة التكوين في مرحلة الصبا فيناسبها الذكر ، واستخدم [الوصف مع الشباب]؛ لأنها أجمل مراحل العمر ولا يمكن نسيانها ، كما أن مراكز الذاكرة تكون قد اكتملت ونضجت في مرحلة الشباب فيناسبها الوصف .
***- استخدام شبه الجملة[ من شباب ] بعد [ ملاوة ] أفاد التخصيص ، فهو لا يريد كل مرحلة الشباب وإنما يريد منها فترة السعادة والمرح فقط.
***- [ملاوة] : لفظة تراثية ، وهذا يؤكد سعة اطلاع شوقي ودوره في إحياء بعض الكلمات ، و تنكيرها لتعظيم تلك الفترة [الشباب] .


  • عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُــوبِ ومَرَّتْ سِنَةً حُلْــــوَةً ولَــــذَّةَ خَلْــــسِ 

عصفت : أسرعت × هدأت وأبطأت وسكنت - الصبا : ريح رقيقة تأتي من الشرق، مثناه [صبوان][ج] أصباء والصبوات× الدبور ، العاصفة ،ك [صبو]- اللعوب : الرشيقة الحركة المرحة [ج]اللعائب واللواعب - سنة : أول النوم ، نعاس × يقظة ،ك [وسن ][ج]سنات - لذة : متعة وألم ومشقة [ج]لذات × ألمـ خلس : خفية واختلاساً × عيانا ، جهرة.
  1. شرح
إن هذه الفترة مرت عليه مسرعة ولكنها كانت رقيقة جميلة كأنها لحظة من نعاس أو لذة اختطفت من الإنسان دون أن يشعر .

ـ[عصفت] :استعارة مكنية ، حيث صور فترة الشباب بالريح العاصفة ،وسر جمالها التجسيم ، وهى توحي بالسرعة .
[عصفت كالصبا]:تشبيه مجمل ،حيث صور مرور فترة الشباب بمرور الريح العاصفة ،وسر جماله التوضيح، وهو يوحى بسرعة الانقضاء .
ـ [الصبا اللعوب] :استعارة مكنية ،حيث صور الصبا بالفتاة الرشيقة ، وسر جماله التشخيص ، وهى توحي بالجاذبية وقوة التأثير.
ـ[مرت سنة] : تشبيه بليغ، حيث صور مرور فترة الشباب بمرور السنة [النعاس]، وسر جماله التوضيح ،وهو يوحى بجمال فترة الشباب وقصرها .
ـ [سنة حلوة] :استعارة مكنية ،حيث صور السنة والنوم بفاكهة حلوة المذاق ، وسر جمالها التجسيم.
ـ [مرت لذة]:تشبيه بليغ، حيث صور مرور فترة الشباب بمرور اللذة ، وسر جماله التوضيح ، وهو يوحى بسرعة انقضائها .
ـ [لذة خلس] :استعارة مكنية ،حيث صور اللذة بشيء مادي يسلب ،وسر جمالها التجسيم ، وهى توحي بجمال فترة الشباب .

    • آراء نقدية :-

***عــاب النقـاد عـلى شوقي استعماله كلمة [عصفت ] ؛لأنها لا تتناسب مع الصَبا وهى ريح رقيقة ، وأرى أنه يقصد بها فترة الشباب بما فيها من اندفاع وقوة فيناسبها كلمة [ عصفت ]. 

وسَلا مِصْرَ هَـلْ سَلا القَلْبُ عَنْها أَوْ أَسَا جُـــــرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي؟

ـ سلا مصر : اسألا ، ك [سأل] وزنها [ فلا ]– سلا القلب : نسي وصبر، ك[ سلو]× تذكرـ أسا :عالج وداوى × أسقمك [ أسو] - جرحه : المراد غربته وأشواقه[ج ] جراح ، جروح ـ الزمان : الزمن [ج] أزمن ،أزمنة - المؤسى :المصلح والمعال جمرة بعد مرة × المُسقِم .

  1. شرح
ـ يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسألا مصر: هل نسيها قلبه العاشق المحب لها ؟! وهل يستطيع الزمان المعالج أن يداوي جراح قلبه المستمرة النزف التي سببها نفيه بعيداً عن وطنه مصر [إلى إسبانيا]؟

- [سلا مصر]:استعارة مكنية ، حيث شبه مصر إنسانا يُسأل، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بارتباطه بالوطن .
- [سلا القلب]:استعارة مكنية ، حيث شبه القلب إنسانا لا ينسى ،وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بارتباطه وتعلق قلبه بوطنه .
- [أسا الزمان المؤسى] : استعارة مكنية ، حيث شبه الزمان طبيبا يداوى ، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بتحمله ألم الزمان مع استمرار حبه لوطنه وارتباطه به.
- [جرحه] : استعارة تصريحيه ، حيث شبه ألم بعده عن الوطن [ الغربة ] بالجرح ، وسر جمالها توضيح الفكرة ، وهى توحي بالمعاناة والألم من بعده عن وطنه .
- [مصر] : مجاز مرسل عن الأهل علاقته المحلية ، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
- [سلا ،سلا] : جناس تام يعطى جرسا موسيقيا ويثير الانتباه .
- [أسا ، المؤسى] : جناس ناقص يعطى جرسا موسيقيا ويثير الانتباه .
- [أسا ،جرحه] : طباق يبرز المعنى ويقويه ، والجمع بينهما يدل على استمرار ألمه
- [سلا مصر] : أسلوب إنشائي نوعه أمر غرضه الالتماس للصاحبين .
- [هل سلا القلب ؟ ]و[أو أسا جرحه ؟] : أسلوب إنشائي نوعه استفهام غرضه النفي.


  • كُلَّمَا مــــرَّتِ اللَّيـــالي عَلَيْــه رَقَّ وَالعَهْدُ فـــــي اللَّيالي تُقَسِّي 

ـ كلما : أداة شرط غير جازمة ـ رق : لان ، حن ، اشتاق× قسا وتحجر وغلظ - العهد : المعهود والمعروف × الغريب والشاذ[ ج ] العهود والعِهاد ـ تقسى:تؤلم وتوجع وتذهب اللين والرحمة× ترحم وتلين وتخشع .

  1. شرح
ـ والمعروف أن مرور الليالي على الإنسان في الغربة يجعل القلب قاسيًا متحجراً وتنسيه أحبابه إلا أن تتابع الأيام في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر التي لا ينساها .

-[كلما] :شرطية تفيد تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد .
- [مرت الليالي] :استعارة مكنية ، حيث شبه الليالي أشخاصا تمر ، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بالمعاناة والضيق والألم وكثرة الأحزان .
- [الليالي تقسي]:استعارة مكنية ، حيث شبه الليالي إنسانا يقسو، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بالآسي والحزن ، وفيها إيجاز بالحذف للعموم ، وأصل الكلام "تقسيه".
- [الليالي] مجاز مرسل عن الأيام أو السنين علاقته الجزئية .
- [رقّ ،تقسي] : طباق يبرز المعنى ويقويه ، يوحي بمدى تعلقه بالوطن وحنينه له .
- [العهد في الليالي] : إطناب عن طريق التذييل للتأكيد .
- جمع " الليالي " وتكرارها للتأكيد علي كثرة الهموم والأحزان، وهى أجمل من الأيام.


    • آراء نقدية 

- يرى النقاد أن معنى هذا البيت :
ـ كلمــــا مرت الليالي عليه رق والعهـــــد في الليالي تقسي
يتعارض مع ما قاله شوقي في البيت الأول :
ـ اختــــلاف النهـــار والليل ينسى اذكرا لي الصبا وأيــام أنسى
ذلك ؛ لأنه جعل تعاقب الليل والنهار ينسى في البيت الأول ، وفى البيت الخامس جعل مرور الأيام لا ينسيه بل يزيده شوقاً وحنيناً . 
- و أرى أن البيت الأول حكمة عامة لا تنطبق على شوقي نظرا لظروفه الخاصة ؛ فهو بعيد عن الوطن فلا يستطيع نسيان الوطن ، كما أن شوقي عاد ليؤكد معنى البيت الأول فى نهاية البيت الخامس في قوله [والعهد فى الليالي تقسي ] .

  • مُسْتَطــــارٌ إذا البَوَاخِـــــرُ رَنَّتْ أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَـــــوَتْ بَعْدَ جَرْسِ 

مستطار : مضطرب ومُفَزّع × مطمئن ك [ طير ] - البواخر : السفن [م ] باخرة - رنت : أحدثت صوتا ورنينا والمراد صفرتـ عوت : ظهر صوتها وصاحت كالذئب - جرس : صوت ضعيف ×ضجيج[ج] جروس .

  1. شرح
كلما سمع صوت البواخر [أمل العودة] عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها فإن قلبه يخفق ويضطرب يكاد يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن .

[مستطار] :استعارة مكنية، حيث تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ، وسر جمالها التجسيم التوضيح، و هي توحي بشدة الاضطراب ، ويصح أن تكون كناية عن اللهفة والحزن وتبين الرغبة في العودة إلى الوطن ، وهي نكرة للتهويل، وهى خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف.
-[البواخر رنت] : استعارة مكنية، حيث تصور البواخر بأشخاص تظهر صوتها ، وسر جمالها التشخيص ، وهى توحي بالأمل والسعادة.
-[البواخر عوت] :استعارة مكنية ، حيث تصور البواخر في وقت رحيلها ذئابا تعوي، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها، و هي توحي بشدة الفزع والرعب من صفير البواخر وانقطاع الأمل في العودة ؛ لأنها لا تحمله معها إلى مصر.
[عوت رنت]: طباق يوضح المعنى ويبرزه بالتضاد .


    • آراء نقدية :-

***وفق شوقي في استخدام الأفعال [ رنت , عوت ] ؛ لأنهما يدلان على الحالة النفسية له؛ فالأول يوحى بدخول وقدوم السفن وهي في قدومها تعطيه الأمل في العودة إلى الوطن وتحمل له أخبار الوطن ، وفى عوت إيحاء برحيلها وهى في رحيلها تسلب منه الأمل في العودة إلى الوطن .


  • رَاهِـــبٌ في الضُّلوعِ للسُّفْنِ فَطْنٌ كُلَّمَا ثُـرْنَ شاعَهُـــــــنَّ بنَقْسِ 

راهب : عابد ومقيم ، والمراد منعزل×منصرف[ ج] رهبان ج ج رهابنة ، رهابين× فاسق - الضلوع :المراد الصدر[م] ضلع - فطن : مدرك و يقظ ومنتبه[ج] فُطُن , فُطْن ×غافل – ثرن : تحركن للرحيل بقوة وعنف ك[ ثور]×رسون ووقفن وسكن- شاعهن : ودعهن × استقبلهن ك [ شيع ] –نقس : صوت الناقوس وجرسه والمراد ضربات قلبه المضطرب[ج]نُقُس .

  1. شرح
فقد أصبح قلبي كالراهب منقطعا لمراقبة السفن فى قدومها ورحيلها ، فكلما تحركن تيقظ لحركتهن ، فإذا رحلن دونه ودعهن بالحسرة والحزن .

ـ [راهب]:تشبيه بليغ، حيث شبه قلبه في تعلقه بالسفن بالراهب ، وسر جماله التشخيص، وهو يوحي بالترقب والتعلق ،وتدل على انقطاعه لمراقبة السفن ، وكذا بالوحدة والانعزال ، وفيها إيجاز بحذف المبتدأ ، وأصل الكلام [قلبي راهب].
-[الضلوع]:مجاز مرسل عن الصدر علاقته الجزئية .
[السفن فطن]:استعارة مكنية ، حيث شبه القلب إنسانا يقظا منتبها ، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بتعلق الشاعر بوطنه .
- [ثرن وشاعهن] : استعارة مكنية ، حيث شبه القلب إنسانا يودع والسفن أشخاصا تُودع ، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بالكآبة والحزن [صورة متداخلة].
- [نقس] : استعارة تصريحيه ، حيث شبه دقات قلبه بصوت الناقوس ، وسر جمالها التوضيح، وهى توحي بمدى الشوق واللوعة والحزن،وقد جاءت نكرة للتهويل .



  • يا بْنَةَ اليَـــــمِّ ما أبـــوكِ بَخِيلٌ مَالَــــهُ مُولَعًـــــا بمَنْعٍ وحَبْسِ؟ 


ـ ابنة اليم: السفينة ، واليم: البحر[ج] يموم - بخيل : شحيح ، ضنين ، مقتر× كريم [ج] بخلاء - ماله : عجباً له - مولعاً : شغوفاً ، محباً، مغرماً ، متعلقاً × كارها ومنصرفا - منع : حرمان ×سخاء، سماح ، عطاء- حبس : تقييد وأسر وسجن [ج] حبوس وأحباس × إطلاق .

  1. شرح
يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائلاً لها : إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ، فَلِمَ يبخل علىّ ويبقيني حبيساً في إسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن ؟! [ معروف عن البحر أنه يساعد غير الشاعر ]

ـ [يا ابنة اليم] :استعارة مكنية ، حيث شبه السفينة إنسانا يخاطبه ، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بحزنه ورغبته في العودة ،وهو أسلوب إنشائي نوعه نداء للتمني والاستعطاف يوحي بالحسرة والألم ، والإضافة هنا توحي بالملازمة المستمرة ؛ لأن السفينة لازمت البحر حتى أصبح أبا لها .
- [ابنة اليم] :كناية عن السفينة [كناية عن موصوف]والإضافة فيها تفيد الملازمة .
- [ما أبوك بخيل] : استعارة مكنية ، حيث شبه البحر إنسانا كريما ، وسر جمالها [التشخيص]، وهى توحي بالضيق والأسى ، وتنكير كلمة بخيل للتهويل .
- [ما له مولعا؟]:استفهام غرضه التعجب والاستنكار وإظهار الحسرة والألم .
- [منع وحبس] : نكرتان للتهويل ، والعلاقة بينهما [تكرار]، والجمع بينهما لإظهار الحسرة والأل وهما إطناب بالترادف غرضه التوكيد .


    • آراء نقدية :-

***-يرى بعض النقاد أن " حبس " مجلوبة للقافية، وهم مخطئون في ذلك ؛ لأن عطف " حبس " على " منع" أفاد التوكيد والتنويع، فالمنع هو الحرمان من الحق، فالشاعر ممنوع من حقه في الإقامة بالوطن، ومحبوس في مكان بعيد حبسا معنوياً لا يستطيع الخروج منه إلا بإذن المستعمر كما أن الحبس نتيجة للمنع.


  • أَحـــــرَامٌ على بَلابِلِـــــهِ الدَّوْحُ حـــلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُلِّ جِنْسِ ؟ 

حرام : محرم ، محظور ، ممنوع [ ج ] حرم × حلال ومباح ـ بلابله : المراد أبناء الوطن وهى طيور مغردة [ م ]بلبل- الدوح : الشجرة الكبيرة والمراد الوطن [ م ]الدوحة [جج] أدواح - حلال : مباح × حرام ومحظور ـ الطير : المراد بها المحتل ج طيور - جنس: نوع وأصل[ج] أجناس وجنوس .

  1. شرح
ـ ثم يستنكر شوقي قسوة الاستعمار الذي يحِّرم الأوطان على أبنائها المخلصين وتباح للغرباء من كل جنس ليستمتعوا بخيراته ، تماماً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ويحِّرم على بلابله التي تعيش فيه .

- [البيت كله]:تشبيه ضمني، حيث شبه حال أبناء الوطن المطرودين بفعل الاستعمار بحال البلابل التي تطردها الطيور الغريبة من أعشاشها ، وهى توحي بالمرارة التي يحس بها الشاعر واستنكار سياسة المستعمر ،وتجوز أن تكون[استعارة تمثيلية] .
- [بــلابلـــه] :استعارة تصريحيه ، حيث شبه أبناء الوطن بالبلابل، وسر جمالها التوضيح، وهى توحي بالحسرة والحزن الشديد .
- [الدوح] :استعارة تصريحيه ، حيث شبه الوطن بالدوح ، وسر جمالها التوضيح ، وهى توحي بالاطمئنان والراحة وكثرة خيرات مصر.
[الطير] :استعارة تصريحيه ، حيث شبه المستعمر بالطير ، وسر جمالها التوضيح ، وهى توحي بالحزن والضيق وكراهية الشاعر لهم ،وجاءت جمعا للتنوع والكثرة .
[حلال ،حرام] : طباق يبرز المعنى ويقويه بالتضاد ، ويزيد من تأثير المعنى في النفس .
[بلابله ، الدوح ، الطير]: مراعاة نظير تحرك الذهن و تؤكد المعنى .
- [أحـرام علي .....] : أسلوب إنشائي استفهام غرضه الإنكار والتعجب
[حلال للطير] :أسلوب استفهام غرضه الإنكار والتعجب ومجيئه بعد الاستفهام أحرام ؟ ليزيد من الإنكار والتعجب .


    • آراء نقدية

*[بلابله] جاء بها الشاعر لأنها تظهر السعادة إذا عاشت حرة في المكان الذي نشأت فيه وتظهر الحزن والألم إذا ابتعدت عنه . سؤال للفائقين : علام يعود الضمير في قوله " بلابله " ؟
* صار هذا البيت مثلا يضرب في الأوضاع المقلوبة .


  • كُـــلُّ دَارٍ أَحَــــقُّ بالأَهْـــلِ إِلا فـي خبيثٍ مِنَ المَذاهِـــــبِ رِجْسِ 

ـدار : بلد ووطن [ج] دور ، ديار، أدور ، أدوار–أحق : أولى وأجدر وأثبت × أبعد وأبطل - خبيث : فاسد، قبيح ، دنس × طيب ج خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة ، وأخباث - المذاهب : الآراء والمعتقدات ، ويقصد مذاهب المستعمرين- رجس : دنس وقبيح ونجس ج أرجاس×طُهر.

  1. شرح
ـ ثم يصل بنا الشاعر إلى حكمة مفادها : " أن أهل الدار أحق بها " ، و كل وطن أحق بأبنائه ، ولا ينكر هذا الحق إلا أصحاب الآراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا الديار وخيرات أوطان المستضعفين وقاموا بنفي من يعارضهم من أهلها .

[دار]:مجاز مرسل عن الوطن علاقته الجزئية ، وهى نكرة للعموم والتعظيم.
[خبيث من المذاهب ]:استعارة مكنية ، حيث تصور مذاهب الاستعمار مادةً قبيحةً نجسةً، وسر جمالها التجسيم، وقد جاءت [المذاهب] جمعا للدلالة على كثرة الطامعين في مصر،والتعريف للعموم والشمول..
[الأهل] :جاءت معرفة للتخصيص ، وتدل على الارتباط بالوطن والأحقية بأرضه.
[خبيث، رجس]: إطناب بالترادف غرضه التوكيد ،والتنكير فيهما تحقير وسخرية .
[دار ، أهل]: مراعاة نظير تحرك الذهن وتؤكد المعنى.

    • آراء نقدية :-

- [خبيث ، رجس] :رجس لم تضف جديدا للمعنى بعد خبيث، وجاء بها لضرورة القافية ، ولكن يرد بأن رجس تفيد شدة فساد رأي المستعمرين ، وهي ضرورة لتأكيد هذا الفساد ، وهى إبراز لعاطفة الشاعر الساخط على المستعمرين .


  • نَفَسِي مِرْجَــــلٌ وقَلْبِي شِــــرَاعٌ بهِما في الدُّمـــــوعِ سِيرِي وأَرْسِي 

نفسي :شهيقي وزفيري وتنفسي[ج] أنفاس - مرجل : قدر يغلى فيه الماء [ج] مراجل - شِراع : قِلع السفينة [ج] أشرعة وشُرع –الدموع: ماء العين [م]الدمع والدمعة –سيرى: تحركي وأبحري وانطلقي - أرسى : قفي واستقري واثبتي، وهو فعل أمر ماضيه " أرسى" ومصدره "إرساء".


  1. شرح
ـ يستعطف الشاعر السفينة [رمز العودة] أن تحمله إلى مصر ،ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة ؛ فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها ، وقلبه الخافق بحب الوطن شراعها ، ودموعه الغزيرة الملتاعة بحر تسيرين فيه حتى تصلى إلي هدفي و مبتغاى : مصر.
- [نفسي مرجل] : تشبيه بليغ، حيث شبه قلبه في لهفته وشوقه إلى وطنه بالمرجل ، وسر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم ، وهو يوحي بشدة شوق وتعلق الشاعر بالوطن[صورة مبتكرة]
[قلبي شراع] : تشبيه بليغ ، حيث شبه قلبه وقد تعلقت خواطره بوطنه بالشراع، وسر جماله
التوضيح، وهو يوحي بالرغبة في العودة إلى الوطن[صورة مبتكرة]
[في الدموع] : كناية عن غزارة الدموع والحزن الشديد .
[سيرى،أرسى،اجعلي]:استعارات مكنية ،حيث شبه السفينة إنسانا يخاطبه ،وسر جمالها التشخيص.
[نفسي مرجل ،وقلبي شراع] : حسن تقسيم يعطى جرسا موسيقيا ويثير الانتباه.
[سيري ،وأرسي] : جناس ناقص يعطي جرسا موسيقيا ويثير الانتباه ، وبينهما طباق يبرز المعنى
ويوضحه وهو يبين شوقه ولهفته للعودة إلى مصر ويفيد العموم والشمول .
[سيرى، أرسى ،اجعلي]:أسلوب إنشائي نوعه أمر غرضه التمني، وهو يوحي بالحسرة والحزن .


    • آراء نقدية :-

*** يري النقاد أن التصوير في هذا البيت فيه تناقض لأن شوقي جعل السفينة شراعية بخارية في وقت واحد وهذا يخالف الواقع .

- وأري أنه لا مانع من وجود الشراع في السفينة البخارية حتى إذا تعطل المحرك يستخدم الشراع أو أن شوقي يريد من السفينة أن تجمع بين المحرك والشراع في وقت واحد لتصل به سريعاً إلي وطنه ، وهذا يؤكد شدة الشوق والحنين إلي الوطن ، كما أن التعبير مجازى وليس حقيقيا.

  • وَاجْعَلِي وَجْهَـــكِ الفَنَارَ ومَجْرَاكِ يَــدَ الثَّغْرِ بينَ [رَمْلٍ] وَ [مَكْسِ] 

ـ اجعلى : صيرى وحولى ـ وجهك : اتجاهك وقصدك[ ج ] أوجه ووجوه - الفنار : منار الإسكندرية - مجراك : طريقك و سيرانك[ج] مجار ، مجريات× مرساك - يد الثغر : المراد ميناء الإسكندرية [ج] الثغور - الرمل والمكس :حيان في الإسكندرية.
  1. شرح
ـ وحين تبحرين فولِّى وجهك شطر [تجاه] الإسكندرية ، و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني ...

[اجعلي وجهك]:استعارة مكنية ، حيث صور السفينة بإنسان يأمر وله وجه ، وسر جمالها التشخيص ، وهو أمر للتمني .
[يد الثغر]:استعارة مكنية ، حيث صور الثغر بإنسان له يد، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بالترحيب، وحسن الاستقبال.
- [سيري و أرسي ، رمل ومكس] : الجمع بينها بالواو لرغبته في تحقق هذه الأشياء مجتمعة .
[الفنار - رمل - مكس - الثغر]: ذكرها دون غيرها ؛ لأنها مرتبطة بذكرياته الجميلة حيث كان يقضي شهور الصيف ،فهو يتلذذ بذكرها ويعبر عن حبه لها .


  • وطني لو شغلت بالخلــــــد عنه نــــازعتني إليه في الخلد نفسي 

شُغلت : صرفت ، تلهيت ،انشغلت ×انتبهت، تعلقت - الخلد : البقاء والمقصود الجنة×الفناء، جهنم[خلدان]- نازعتني : اشتاقت وخاصمت × نهتني، صدتني ، صرفتني عنه.

  1. شرح
يتحدث الشاعر عن قوة حبه لوطنه ،فيقول : إن حبي لوطني فوق كل حب ولا يشغلني عنه أي شاغل حتى ولو كان الخلود في الجنة

ـ [نازعتني نفسي] : استعارة مكنية ، حيث شبه النفس إنسانا ينازعه ويخاصمه ، وسر جمالها
التشخيص، وهى توحي بارتباطه بوطنه وشدة شوقه ولو كان لأيام قصيرة .
[شغلت عنه ، نازعتني إليه]: مقابلة تبرز المعنى وتقويه ، وتبين مدى ارتباطه بوطنه .
[البيت كله]: كناية عن شدة حب الوطن .
[وطني] :الإضافة للتخصيص والاعتزاز والحب، وقد بدأ بها لبيان أنهلا شيء يقدم على الوطن.
[لو] : تفيد الامتناع والاستحالة ، وقد وفق الشاعر في استخدامها لتخفف مبالغة البيت .
[شغلت] : إيجاز بحذف الفاعل للعموم والشمول وإظهار الضيق ، كما أنه مكره على ذلك.
[الخلد . الخلد] : إطناب بالتكرار للتوكيد ؛ لبيان ضخامة الإغراء الواقع فيه توحي بالنعيم .

    • آراء نقدية :-

هاجم الرافعي شوقي في هذا البيت واتهمه بالمبالغة وفساد المعنى ؛ لأنه يفضل مصر على الجنة ، ومن ناحية أخرى أن الإنسان لو كان في الجنة انقطعت عنه أسباب الدنيا فلا يشتاق إلى وطن أو غيره .

***وأرى أن في البيت مبالغة ولكنها مقبولة في مجال حب الوطن ؛ لأن الشاعر بعيد عن وطنه وقد خفّف من المبالغة استخدم حرف الشرط [لو] وهو حرف امتناع لامتناع،أي امتناع الشوق إلى الوطن لامتناع وجوده في الجنة أصلا.


  • وهفا بالفــــؤاد فـــــي سلسبيل ظمــــأ للسواد من[عين شمس] 

هفا : مال واشتاق ك [ هفو ] ×سكن –الفؤاد : القلب ج أفئدة ـ سلسبيل: ماء عذب [ج] سلاسب , سلاسيب، وزنها [ فلفعيل أم فعلليل؟ ] - ظمأ : عطش والمقصود [شوق] × ري وارتواء - السواد : الأحياء المحيطة والمراد ضواحي عين شمس [ج] أسودة [جج] أساود .


  1. شرح
ـ لذلك فإن قلبي مشتاق لأن يروي ظمأه الشديد إلى مصر وضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء الأهل في منطقة عين شمس التي عشت فيها فترة من الزمن .[يكشف هذا البيت أن شوقي أصبح شاعر الشعب بعد أن عرف بأنه شاعر القصر].

- [هفا بالفؤاد] : استعارة مكنية ، حيث شبه القلب إنسانا يتحرك ويميل ، وسر جمالها التشخيص،
وهى توحي بالشوق واللهفة ، وتدل على تعلق الشاعر بوطنه قلبا وعقلا.
[ظمأ] : استعارة تصريحيه، حيث شبه الشوق إلى الوطن بالظمأ، وسر جمالها التجسيم ، وهى
توحي بقوة الحب، وهي كذلك تبين معاناة الشاعر في غربته ، وهى نكرة للتعظيم.
[ظمأ ، سلسبيل] : طباق يبرز المعنى ويقويه ، وتؤكد أن العودة للوطن هي سبيل الراحة.
[السواد] : تورية لتحريك الذهن وإثارة الانفعال ، معناها القريب سواد العين ، ومعناها البعيد الضواحي،[وهي تورية فيها تكلف وغموض مما يقلل من جمالها].
[عين شمس] :مجاز مرسل عن أهلها علاقته المحلية .

  • شهد الله لــم يغب عن جفونــي شخصه ساعـــة ولم يخل حسي 

شهد : علم وقضى - لم يغب : لم يبعد ـ جفوني: غطاء العين [م] جَفن– شخصه: ذاته والمراد صورت هج شخوص ، أشخاص –ساعة : لحظة[ج]ساع ، سواع ، ساعات ك [ سوع ] ـ يخلو: يفرغ × يمتلأ - حسي : إدراكي وشعوري×تبلدي .

  1. شرح
ـ ويعلم الله أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ وفي قلبي على الدوام .


[شخصه] : استعارة مكنية، حيث شبه الوطن إنسانا ، وسر جمالها التشخيص، وهى توحي بشدة التعلق بالوطن .
[جفوني] : مجاز مرسل عن العين علاقته الجزئية.
[البيت كله] :كناية عن حب الوطن ، وتمكن هذا الحب من نفس الشاعر.
[شهد الله] : أسلوب قسم [إنشائي يغير طلبي] للتوكيد يوحي بصدقه وإخلاصه في حبه .
[ساعة]:نكرة للتقليل.


      • نوع التجربة:

ذاتية تحولت إلى عامة ؛ لأن فيها معاناة وجدانية صادقة وهذا الصدق أخرجها من نطاق الفردية إلى أفق الإنسانية الرحب الواسع، وجعلنا نشاركه حزنه وشوقه وسخطه على الاستعمار.


      • اللون الأدبي :

ـ النص من الشعر الوطني السياسي ؛ لأنه يعبر عن حب شوقي الصادق لوطنه ، ويبرز شوقه وحنينه إليه ، كما يكشف عن عاطفة الحزن والأسى مع الامتزاج بعاطفة حب الوطن والحنين إليه والتعلق به ، والسخط على المستعمر الذي أبعده عن وطنه، مع روعة في التصوير ، وجمال في التعبير .

ـالقصيدة من وطنيات شوقي ،والتي تضاف إلى قصائده داخل مصر وتضاف إلى قصائده في المنفى ، والتي تسمى بالأندلسيات.

القصيدة تعبر عن الحس الصادق عند شوقي بالتاريخ الإسلامي :

إذ يمضى بعد هذه الأبيات – مع تاريخ الأندلس الإسلامية – وهو في ذلك ينمى منهجه المهتم بالإسلام الذي بدأ في قصائده عن: العرب، ومكة المكرمة،والرسالة والرسول، والأزهر الشريف، والخلافة، والترك، ....الخ.

كما ينمى منهجه المهتم بالتاريخ الذي ظهر فى قصائده عن: سفح الأهرام، وأبى الهول ، وتوت عنخ آمون، وكبار الحوادث في وادي النيل، وبعض أحداث مصر المعاصرة مثل : مشروع مِلنر ، ومشروع 28فبراير ، ونكبة بيروت......الخ.

بناء القصيدة يقوم على الأسس المتبعة لدى الإحياء والبعث التى نمت ونضجت على يد شوقى ، وذلك في مظاهر منها :

- تعدد الفكر في القصيدة الواحدة ، ففي هذا الجزء من القصيدة نراه ينتقل من : التذكر، إلى حب مصر، إلى السفينة التي تقله لها ، إلى الوطن وعلاقته بأهله ، ثم يعود إلى بيان حبه مصر وتشوقه لها ، في وحدة نفسية متكاملة تجمع بين كل مشاهده وصوره عبر الأبيات .
- تلتزم القصيدة وحدة الوزن والقافية ، يساعدهما ما يضفيه شوقي من موسيقى داخلية ، ومن اختيار حرف الروي السين المكسورة ، وهو يلائم انكسار نفسه بسبب بعده عن الوطن .
ـ تحدث شوقي عن الباخرة ، وهى الوسيلة التي تصل به إلى هدفه ومبتغاة مصر ، كما تحدث الشاعر القديم عن الناقة التي تصل به إلى هدفه سواء أكان ممدوحا أم حبيبا ، وهو بذلك يحافظ على تقاليد القصيدة العربية القديمة .
ـ يمضى شوقي مع القدماء في بعض الألفاظ مثل [ الصَبا –ملاوة ]، وهما لفظان تراثيان ، ولكنه كعادته يجدد في استعمال اللغة بألفاظها وتراكيبها ، فيتخذ من القديم منطلقا للتجديد.
ـ يتسم أسلوب شوقي بالبيانية ، أي الاعتماد على التصوير البياني في شعره ، فقد حفل النص بصور جزئية تلتقي وتتكامل عبر صدق التجربة الشعورية والوحدة النفسية في النص .
ـ شيوع الموسيقى في أبياته وتمثل ذلك في حرف السين في القافية واختيار الألفاظ والتراكيب .
ـ جرى على نهج القدماء في تجريد الشاعر من نفسه شخصا أو شخصين يخاطبهما ؛ ليسوق تداعياته النفسية ، وخواطره الشعرية .
ـ شيوع الحكمة في شعره بوجه عام وفى قصيدته هذه بوجه خاص .

      • لاحظ :

في الموازنة بين سينية البحتري وسينية شوقي ما يبين كيف استلهم شوقي التراث ، فجدد وابتكر ، وأسهم في نهضة الشعر العربي من خلال استدعاء موروثة مع احتفاظه بحرارة التجربة الفردية وخصوصيتها ودفئها وتميزها دون التماهى مع تجربة الشاعر المعارض .
شاركه على جوجل بلس

عن Shehata

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق